لم تعد التكنولوجيا العقارية مُجرد رفاهية، بل أصبحت من مُتطلبات السوق الأساسية لشركات التطوير العقاري والمُستثمرين على حد سواء، حيث تُساهم التكنولوجيا في تحسين الكفاءة والشفافية وتجربة المُستخدم، وتُمكن الشركات من المُنافسة بفعالية في سوق العقارات الحديث. الشركات التي لا تُبادر بتبني التكنولوجيا ستجد نفسها مُتأخرة عن ركب المُنافسة ، وبالإضافة إلى ما ذكرته، من المهم الإشارة إلى أن التكنولوجيا العقارية لا تزال في تطور مُستمر، ومن المُتوقع أن نشهد المزيد من الابتكارات في هذا المجال في المُستقبل ، لذا  من الضروري على شركات التطوير العقاري والمُستثمرين مُتابعة هذه التطورات وتبني التقنيات الجديدة للاستفادة منها وتحقيق النجاح في سوق العقارات المُتغير، ولعل التساؤل الأكثر أهميه الان هل تُعتبر هذه التكنولوجيا مجرد رفاهية إضافية، أم أنها أصبحت من متطلبات السوق الأساسية؟ الإجابة هي أنها تتحول بسرعة من كونها رفاهية إلى ضرورة حتمية في سوق العقارات الحديث.

image 129

فإذا نظرنا إلي التكنولوجيا العقارية كرفاهية ؛ ففي البداية، ظهرت بعض التقنيات العقارية كنوع من الرفاهية، حيث كانت تُستخدم بشكل أساسي لجذب العملاء وتقديم تجربة مُستخدم مُتميزة، مثل الجولات الافتراضية ثلاثية الأبعاد (3D Virtual Tours): تُمكن العملاء من التجول في العقار عن بُعد وكأنه موجود فيه فعليًا ، والواقع المعزز ، حيث يُمكن العملاء من رؤية كيف سيبدو الأثاث والديكور في العقار قبل شرائه ، و التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي من خلال استخدام منصات التواصل الاجتماعي لعرض العقارات والوصول إلى جمهور أوسع ، و هذه التقنيات تُعتبر مُفيدة ومُثيرة للاهتمام، ولكنها لم تكن ضرورية لإتمام عمليات البيع والشراء في السابق ، وإذا نظرنا إلي التكنولوجيا العقارية كمتطلب سوقي فإنه مع تطور التكنولوجيا وتغير سلوك المُستهلكين، أصبحت العديد من التقنيات العقارية من مُتطلبات السوق الأساسية، حيث تُساهم في تحسين الكفاءة والشفافية وتجربة المُستخدم، ومن أهمها: منصات البحث العقاري عبر الإنترنت، حيث  أصبحت هذه المنصات هي المصدر الرئيسي للبحث عن العقارات، حيث تُوفر معلومات مُفصلة عن العقارات المُتاحة، مثل المواصفات والأسعار والمواقع، وتُسهل على المُشترين مقارنة الخيارات المُتاحة ، وكذلك أنظمة إدارة علاقات العملاء،وهي  تُساعد شركات التطوير العقاري في إدارة علاقاتها مع العملاء بشكل فعال، وتتبع العملاء المُحتملين وإدارة مراحل عملية البيع وكذلك البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي، و تُستخدم هذه التقنيات لتحليل بيانات السوق والتنبؤ بالاتجاهات وتوفير توصيات شخصية للمُستثمرين ، وتقنية البلوك تشين، وهي  تُستخدم لتأمين المعاملات العقارية وتحسين الشفافية وتقليل المخاطر ، وأنظمة إدارة العقارات الرقمية، وهي  تُساعد في أتمتة العديد من المهام الإدارية، مثل تحصيل الإيجارات وصيانة العقارات والتواصل مع المُستأجرين.

تغير سلوك المُستهلكين

ولعل من أسباب تحول التكنولوجيا العقارية إلى مُتطلب سوقي ، هي تغير سلوك المُستهلكين، حيث  أصبح المُستهلكون يعتمدون بشكل كبير على الإنترنت في البحث عن المعلومات واتخاذ القرارات، بما في ذلك شراء العقارات ، و زيادة المنافسة في السوق، حيث تُجبر المنافسة الشديدة في سوق العقارات الشركات على استخدام التكنولوجيا لتحسين كفاءتها وتقديم خدمات مُتميزة ، وكذلك الحاجة إلى زيادة الشفافية، حيث تُساهم التكنولوجيا في زيادة الشفافية في سوق العقارات وتوفير معلومات دقيقة وموثوقة للمُشترين والبائعين ، تحسين الكفاءة وتقليل التكاليف، حيث  تُساعد التكنولوجيا في أتمتة العمليات وتقليل الوقت والتكلفة.

جائحة كوفيد-19

وخي الأمثلة على تحول التكنولوجيا العقاريه  من مجرد رفاهية إلى مُتطلب ، ففي السابق، كانت الجولات الافتراضية تُعتبر رفاهية، ولكن مع انتشار جائحة كوفيد-19، أصبحت ضرورة للسماح للعملاء بمعاينة العقارات عن بُعد ، كما في السابق، كان التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي يُعتبر وسيلة إضافية للتسويق، ولكن مع تزايد استخدام هذه المنصات، أصبح من الضروري للوصول إلى الجمهور المُستهدف.

البحث عن المعلومات واتخاذ القرارات

ولعل تطورات السوق وتغير سلوك المستهلكين وزياده المنافسه ، تعتبر دافع رئيسي لتحول التكنولوجيا العقارية إلى ضرورة حتمية ، حيث أصبح المستهلكون يعتمدون بشكل كبير على الإنترنت في البحث عن المعلومات واتخاذ القرارات، بما في ذلك شراء العقارات. يتوقعون الحصول على معلومات شاملة وواضحة وسهولة الوصول إليها عبر الإنترنت ، كما  يتوقع المستهلكون تجربة رقمية سلسة ومريحة في جميع مراحل عملية الشراء، من البحث عن العقار إلى إتمام الصفقة ، وكذلك الرغبة في الشفافية، حيث  يرغب المستهلكون في الحصول على معلومات دقيقة وشفافة حول العقارات، مثل الأسعار والمواصفات والمواقع، قبل اتخاذ قرار الشراء ، وكذلك زيادة المنافسة في السوق، حيث  يشهد سوق العقارات منافسة شديدة بين الشركات، مما يجبر الشركات على استخدام التكنولوجيا للتميز وتقديم خدمات أفضل، كما  تُساعد التكنولوجيا الشركات على تقديم خدمات مبتكرة وتجارب فريدة للعملاء، مما يُمكنها من التميز عن المنافسين وجذب المزيد من العملاء ، وكذلك الحاجة إلى زيادة الكفاءة والإنتاجية، كما تُساعد التكنولوجيا في أتمتة العديد من العمليات الروتينية، مثل إدارة العملاء المحتملين وإدارة العقود وإدارة الصيانة، مما يوفر الوقت والجهد ويُقلل من الأخطاء ، هذا بالاضافه إلي تحسين إدارة البيانات، حيث تُساعد التكنولوجيا في جمع وتحليل البيانات بشكل فعال، مما يُمكن الشركات من اتخاذ قرارات أفضل وتحسين أدائها، وكذا  تُساعد التكنولوجيا في زيادة إنتاجية فرق العمل، مما يُمكن الشركات من إنجاز المزيد من المهام في وقت أقل ، هذا بجانب الحاجة إلى تحسين تجربة العملاء من خلال توفير تجربة مُخصصة ، حيث تُساعد التكنولوجيا الشركات على فهم احتياجات العملاء وتقديم خدمات مُخصصة لهم ، كما تُساعد التكنولوجيا في تسهيل التواصل مع العملاء عبر قنوات مُختلفة، مثل البريد الإلكتروني والهاتف ووسائل التواصل الاجتماعي ، وكذلك توفير خدمات ذات قيمة مُضافة مثل الجولات الافتراضية والواقع المعزز، هذا بالاضافه إليتطور التكنولوجيا نفسها من خلال ظهور تقنيات جديدة، حيث يشهد قطاع التكنولوجيا تطورًا سريعًا وظهور تقنيات جديدة تُمكن الشركات من تحسين عملياتها وتقديم خدمات أفضل ، وكذلك انخفاض تكلفة التكنولوجيا، حيث أصبح الوصول إلى التكنولوجيا أكثر سهولة وانخفاضًا في التكلفة، مما يُشجع الشركات على تبنيها.

وللحقيقه تشهد أسواق العقارات اليوم منافسة شرسة تتطلب من شركات التطوير العقاري تبني استراتيجيات مبتكرة للبقاء والنمو ، حيث تلعب التكنولوجيا العقارية (PropTech) دورًا حاسمًا في دعم هذه الشركات وتمكينها من التغلب على تحديات المنافسة وتحقيق النجاح.

تحسين الكفاءة التشغيلية

وأخيرا تُعتبر التكنولوجيا العقارية أداة أساسية لشركات التطوير العقاري في مواجهة المنافسة الشديدة في السوق، و تُمكن هذه التكنولوجيا الشركات من تحسين الكفاءة التشغيلية، وتحسين تجربة العملاء، واتخاذ قرارات مُستنيرة، وتعزيز الابتكار والتميز، لذلك فالشركات التي تُبادر بتبني التكنولوجيا وتطوير استراتيجياتها الرقمية ستكون قادرة على تحقيق النجاح والنمو في سوق العقارات المُتغير.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version