في ضوء التصعيد غير المسبوق الذي تمارسه قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، ومع استمرار الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي الإنساني، يؤكد الدكتور محمد رزق، عضو مجلس الشيوخ المصري، أن الصمت الدولي أصبح تواطؤًا، وأن الموقف الأخلاقي العالمي أمام مجزرة إنسانية مستمرة بات على المحك. ما يحدث في الأراضي الفلسطينية، خاصة في قطاع غزة والضفة الغربية، لم يعد مجرد صراع سياسي، بل هو تطهير عرقي ممنهج، وعدوان دموي متواصل، يستهدف المدنيين، والمستشفيات، والملاجئ، والمدارس، وحتى فرق الإغاثة الإنسانية.
وأشار رزق إلى أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي في ارتكاب جرائم حرب أمام مرأى ومسمع العالم، دون محاسبة، هو وصمة عار على جبين النظام الدولي، الذي فشل حتى الآن في فرض إرادته القانونية، وفشل كذلك في حماية الحد الأدنى من الحقوق الأساسية التي كفلتها اتفاقيات جنيف والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
وشدد رزق على أن استهداف الأطفال، والنساء، والطواقم الطبية، وتدمير البنية التحتية المدنية، وفرض الحصار على الغذاء والدواء، لا يندرج تحت “حق الدفاع عن النفس” كما تروج له بعض القوى الكبرى، بل هو عدوان سافر، واستخدام مفرط للقوة ضد شعب محتل محروم من أبسط مقومات الحياة الكريمة.
وأكد رزق أن الدعم المطلق وغير المشروط الذي تقدمه بعض الدول الكبرى لإسرائيل، هو ما يمنحها الغطاء السياسي لمواصلة جرائمها، ويقوّض أي فرصة لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة. كما أن ازدواجية المعايير الدولية في التعامل مع القضايا الإنسانية تُفقد العالم مصداقيته، وتهدد بتقويض المنظومة القانونية الدولية بأكملها.
ودعا رزق، كافة المؤسسات الدولية وعلى رأسها مجلس الأمن، والجمعية العامة للأمم المتحدة، والمحكمة الجنائية الدولية، إلى اتخاذ مواقف عاجلة وحاسمة، تضمن وقف العدوان فورًا، وفتح ممرات إنسانية آمنة، ومحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم وفقًا للقانون الدولي.
وأضاف رزق ؛ أن مصر، قيادة وشعبًا، تقف دائمًا في الصف الأول دفاعًا عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وتُجدد اليوم التزامها التاريخي والثابت بدعم القضية الفلسطينية حتى إقامة الدولة المستقلة ذات السيادة، على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وأكد رزق في ختام تصريحه أن على المجتمع الدولي أن يُدرك أن ما يحدث اليوم في فلسطين لا يمسّ الفلسطينيين وحدهم، بل هو تهديد مباشر لمنظومة العدالة الدولية، ولما تبقى من ضمير عالمي. وإذا لم يتحرك العالم الآن، فقد لا يكون هناك غدٌ يمكن الحديث فيه عن سلام أو استقرار في الشرق الأوسط.